12 - 05 - 2025

عجاجيات| عيد الحب

عجاجيات| عيد الحب

على مدار أسبوع كامل خضت انا وزوجتى العزيزة قتالا شرسا مع الأنفلونزا وملحقاتها من زكام وتكسير عظام وارتفاع فى درجة الحرارة حتى اننى ضبطت زوجتى وهى تقول ارحل ارحل ارحل كفاك ما فعلته بنا أيها البرد الثقيل ارحل غير مأسوف عليك....ولكن يبدو أن البرد أعجب ببيتنا فقرر التمديد ومازال يعبث بعظمنا وصدرنا وانفنا رغم انفنا. 

سألت زوجتى ماذا تريدين بمناسبة الفالانتاين داى أو عيد الحب قالت ربنا يكرمك اطلب لنا من الصيدلية مسكن ومضاد حيوي وعلبة دواء شراب للكحة.

جلست إلى نفسى بعد أن تناولت ادويتى وبدأت أفكر فى حكاية عيد الحب أو الفالانتاين داى...قلت غريبة أننا لم نعرفها طوال طفولتنا وشبابنا...بل إن آمين عام جامعة القلوب العربية كوكب الشرق أم كلثوم صاحبة أعظم قاموس فى الحب والغزل العفيف لم تحظ يوما وهى تقف على المسرح بدبدوب احمر(رمز الحب) والذى نال كاظم الساهر المئات منه من المعجبين والمحبين...حتى العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ أرق واذكى من غنى للحب لم تناله نسمات وهدايا الفالانتاين داى.

أغلب الظن أن وراء الفالانتاين داى أو عيد الحب عقليات اقتصادية تسويقية فذة نجحت فى جذب مئات الملايين وربما مليارات الدولارات من جيوب سكان المعمورة على اختلاف أحوالهم للاحتفال بعيد الحب....فى هذا اليوم تباع ملايين الورود وملايين من كروت المعايدة وتزدهر مبيعات الشيكولاته والعطور ومبيعات الهدايا والالعاب خاصة ذات اللون الأحمر وتصطف الطوابير الطويلة للفوز بمائدة فى أحد المطاعم...ومما يؤسف له أنه فى هذا اليوم (الفالانتاين داى) يتم اسدال الستار على كثير من قصص الحبيب وينتهى الأمر بالكثير من المتزوجين إلى الإنفصال والطلاق بسبب ضيق ذات اليد وعدم القدرة على إشباع تطلعات الشريك فى هدية تعبر عن مقدار الحب....ولكن منذ متى كانت الهدايا الغالية الثمن هى التى تعبر عن الحب...أين الكلمة الطيبة...وأين نظرة العين التى تحتضن وتضم وتمسح على الرأس وتقبل اليد...وأين المودة والرحمة.

فى رحاب عيد الحب اسمحوا لى ان أوجه التحية لكل من احببتهم ولكل من شغفونى حبا...التحية لابى وامى من علمانى أصول وقواعد الحب...والتحية إلى اخى اللواء عبدالسلام عجاج رحمه الله الذى كان منتجا للحب ناثرا للبهجة مشيعا للطمانينة.. والتحية لمن يتربعون في القلب وباسم الحب لا أستطيع ولا حتى التلميح بأسمائهم.
-------------------
بقلم: عبدالغنى عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | الرقص فى المترو